دراسة: الحميات منخفضة الكربوهيدرات قد تؤدي إلى الوفاة المبكرة
- مارية عبد القادر الحصرية

- 18 أبريل
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 19 أبريل

في السنوات الأخيرة، انتشرت الحميات التي تعتمد على تقليل الكربوهيدرات بشدة، وتحويل النظام الغذائي إلى مصدر أساسه الدهون والبروتين، تحت شعارات مثل "خسارة سريعة" أو "نظام حارق للدهون". ولكن بعيدًا عن الوعود السريعة، بدأ البحث العلمي يطرح علامات استفهام كبيرة حول مدى أمان هذا النوع من الحميات على المدى الطويل.
في هذا المقال، نشارك معكم نتائج دراسات واسعة النطاق، ونوضح لماذا نحن في بهنا لا نشجّع على اتباع أنظمة قائمة على الحرمان أو الإقصاء الغذائي، بل نؤمن بالتوازن المستدام والعقلاني.
ماذا تقول الدراسات؟
أظهرت دراسة طويلة المدى نُشرت في المجلة الطبية البريطانية "ذا لانسيت – الصحة العامة" عام ٢٠١٨، وشملت أكثر من ١٥ ألف مشارك، أن الأشخاص الذين استهلكوا كميات منخفضة من الكربوهيدرات كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى ٣٠٪ مقارنة بمن اعتمدوا على نظام غذائي معتدل التوازن في العناصر الغذائية.
كما دعمت الجمعية الأوروبية لأمراض القلب هذه النتائج من خلال دراسة تحليلية موسّعة شملت مئات آلاف المشاركين في أوروبا، وأكدت أن الأنظمة منخفضة الكربوهيدرات مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب، والجلطات، والسرطان.
في المقابل، أشارت تقارير بحثية صادرة عن كلية الصحة العامة في جامعة هارفرد إلى أن تقليل الكربوهيدرات بشكل مفرط، خاصة إذا تم استبدالها بمنتجات حيوانية غنية بالدهون المشبعة، يؤدي إلى اضطرابات هرمونية وخلل في التمثيل الغذائي على المدى البعيد.
لماذا يُعد تقليل الكربوهيدرات بهذا الشكل أمرًا خطيرًا؟
الكربوهيدرات ليست مجرد مصدر للطاقة، بل تلعب أدوارًا متعددة في الجسم، من بينها:
دعم وظائف الدماغ والمزاج
المساعدة على تنظيم الهضم عبر الألياف
الحفاظ على مستويات سكر متوازنة في الدم
دعم صحة الهرمونات والجهاز العصبي
المساهمة في حماية العظام والعضلات
عند تقليل الكربوهيدرات بشكل كبير، تظهر أعراض مزعجة ومتكررة مثل:
الإرهاق والدوار
انخفاض التركيز
اضطراب الدورة الشهرية لدى النساء
رائحة فم كريهة ناتجة عن التمثيل الغذائي الحاد للدهون
مشكلات في الكلى أو الكبد
ضعف المناعة ونقص الفيتامينات الذائبة في الماء
الكربوهيدرات ليست العدو… بل اختيار النوع هو ما يحدد النتيجة
في بهنا، لا نُؤمن بإلغاء مجموعات غذائية كاملة، بل نؤمن بأن الاعتدال هو المفتاح الحقيقي للعافية.الكربوهيدرات المفيدة موجودة في:
الشوفان الكامل
البطاطا الحلوة
الحمص والعدس
الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة
الأرز البني
الفواكه الطازجة الغنية بالألياف
ما يجب تقليله فعليًا هو:
السكر الأبيض
المشروبات المحلاة
الخبز الأبيض والمعجنات التجارية
الأطعمة الصناعية الخالية من الألياف
التوازن هو الحل الأكثر أمانًا واستدامة
تشير دراسات كثيرة إلى أن الأنظمة الغذائية المتوازنة التي تعتمد على:
كربوهيدرات صحية غير مصنّعة
دهون جيدة غير مشبعة (مثل زيت الزيتون، المكسرات، الأفوكادو)
بروتين نباتي معتدل (مثل البقوليات)
حركة يومية ونوم منتظم
هي الأنظمة الأكثر قدرة على دعم الوزن الصحي وتحسين المؤشرات الحيوية دون آثار جانبية خطرة.
توصيات بهنا:
نحن لا نقول إن كل من يتبع حمية منخفضة الكربوهيدرات معرّض للخطر المباشر، لكننا نقول:التغذية ليست قرارًا مؤقتًا، بل نمط حياة طويل الأمد.وقبل اتباع أي نظام صارم، اسأل نفسك:هل هذا النظام يخدم جسدي فعلًا؟هل أستطيع الاستمرار عليه دون إرهاق؟هل هو مناسب لعمري، نشاطي، وحالتي الصحية؟
نحن هنا لنرافقك بخطوات ثابتة، علمية، وعملية. في بهنا، نؤمن أن الجمال والعافية لا يأتيان من "المنع"، بل من "الوعي".
ابدأ بالبساطة. فكّر بتوازن. واختر صحتك، لا الحمية.






تعليقات